الرئيسية / تقاريـــر / الامامية وفقه السياسة – د. عبد الستار جبار الجابري

الامامية وفقه السياسة – د. عبد الستار جبار الجابري

الحلقة الثانية
النظريات الفقهية السياسية 1
تقدم ان السياسة هي ادارة الدولة، فالكلام في النظريات الفقهية السياسية يتمحور في من له حق الادارة، ولذا يمكن تقسيم النظرية الفقهية السياسية الى قسمين بلحاظين، الاول بلحاظ الهية الحق في الحكم، ام بشريته، والثاني بلحاظ الواقع الزماني.
فبلحاظ الهية منصب الامامة ام بشريته انقسم اهل القبلة بعد النبي (صلى الله عليه واله) الى اتجاهين الاول ذهب الى الهية منصب الامامة، فقالوا ان الإمامة بالنص وهو مذهب اهل البيت (عليهم السلام) واتباعهم، والاتجاه الثاني ذهب الى بشرية منصب الامامة ولم يكن له في صدر الاسلام منهج محدد، فابو بكر تولى الزعامة باتفاق قرشي واضح المعالم، وعمر اوصى اليه ابو بكر، وعثمان وصل الى الحكم بتدبير من عمر هو الى الوصية اقرب منه الى الشورى، وامير المؤمنين (عليه السلام) بايعته الامة، ومعاوية استولى على الحكم بالقوة وقهر ثم حولها الى وراثة في عائلته ومن ذلك الحين تحول الحكم الى ملكية وراثية، واصبح المتغلب بالسيف هو الامام ويورث الحكم من يقوم بعده، ثم تحول الملك الى صورة شكلية واصبح حكام الاقاليم هم الحكام الفعليين، وبهذا يتضح ان الاتجاه السني الذي لا يرى منصب الامامة منصباً الهياً في طي القرون الثلاثة عشر الذي حكمت به امبراطورية المسلمين كانت الخلافة عندها تستند في واقعها الى الغلبة السياسية تارة كما في خلافة ابي بكر وعمر وعثمان او العسكرية كما في معاوية ومن حكم بعده ليتحول الحكم الى النظام الملكي الوراثي، ثم انهار نظام حكم الخليفة ليصبح منصب الخلافة منصباً شكلياً وتكون السلطة الفعلية للوزراء كما في ايام العباسيين في ظل السيطرة التركية الاولى على مقاليد الوزراة ثم تحول الى سيطرة امراء الاقاليم مع المنصب الشكلي للخليفة كما هو الحال في القرن الثالث الهجري وما تبعه حتى سيطرة العثمانيين على مقاليد الحكم فعادت السلطة المركزية على غرار الحكم الملكي الوراثي، وما تبعه من انهيار الحكم الامبراطوري بعد الحرب العالمية الاولى.
اما نظرية الحق الالهي فبقيت سارية في اتباع منهج النص – وكلامنا في المذهب الامامي فقط – وعقيدتهم ان الامامة حق خاص للامام المنصوص عليه فكل متغلب غاصب لحق الامام، ولذا لم تظهر دول شيعية في ايام الائمة (عليهم السلام) بل وقع النقاش في الثورات التي كانت تنطلق في ايامهم ضد سلاطين الجور، وهل ان الائمة (عليه السلام) كانوا راضين عن تلك الثورات ام لا، وقد نال النقاش حركة المختار الثقفي وزيد الشهيد والنفس الزكية واخيه ابراهيم والحسين الخير وابي السرايا.

شاهد أيضاً

رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله: قرار الحكومة خطير وقد يضع البلد على حافة الانفجار

2025-08-22 الشيخ دعموش: كيف يمكن لحكومة لا تستطيع حماية شعبها من عدوّ متفلت أن تجرّد ...